قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

خطبة الجمعة المكتوبة!

×

السيد وزير الأوقاف دور وزارته الأساسى والأهم هو الحفاظ على أوقاف المسلمين وحسن إدارتها، هذه المهمة الأساسية فشلت وزارة الأوقاف على مدار سنوات طويلة فى القيام بها وتم نهب أملاك الأوقاف من أراض وعقارات لا حصر لها.

السيد وزير الأوقاف – تحت ذريعة مواجهة الفكر المتطرف وتنظيم الإخوان الإرهابى – وجد أن خطبة الجمعة التى لا تتعدى 20 دقيقة أسبوعيا هى سبب الإرهاب والتطرف والفتنة الطائفية وكل "البلاوى الزرقة" اللى فى مصر، فقرر أن يتولى سيادته حماية مصر من الإرهاب والتطرف باعتباره منقذ البلاد، وقرر بمفرده ودون استشارة مؤسسات مهمة كالأزهر الشريف وعلمائه وباقى المؤسسات القائمة على الشئون الإسلامية فى مصر وبدون طرح القضية للنقاش للرأى العام والحوار المجتمعى، أن تكون خطبة الجمعة موحدة ومكتوبة فى جميع مساجد الجمهورية ويكون دور خطيب الجمعة هو قراءتها من الورقة.

هذا القرار الذى ليس له مثيل فى العالم ولم يحدث فى مصر قبل ذلك، قرره شخص وزير الأوقاف فجأة وطبقه على 85 مليون مسلم فى البلد دون أى اعتبار للمواطنين وكأن المساجد ملك لسيادته وليس للشعب.

أولا ما هو سبب هذه القضايا المفتعلة؟ وهل خطبة الجمعة فى مصر هي سبب إرهاب داعش وتطرف الإخوان المسلمين؟ وهل ملايين المسلمين قاصرون ووزير الأوقاف هو من يعرف مصلحتهم؟ وإذا كانت خطبة الجمعة تحرض على التطرف والإرهاب فلماذا لم يتحول 85 مليون مسلم مصرى لمتطرفين وإرهابيين؟

يا وزير الأوقاف؛ الإرهابيون فى العالم كله ومصر والأزهر وخطبة الجمعة أبرياء من هذا الإرهاب والتطرف،
قرارك ياوزير الأوقاف الذى يفتعل قضية غير موجودة يسيء للحكومة ويعطى انطباعا سيئا أمام العالم وأمام غير المسلمين بأن خطبة الجمعة فى مساجد مصر كانت وراء الإرهاب والتطرف.

كما يجعل قرارك خطيب الجمعة وعلماء مصر الأجلاء الكرام المشهود لهم فى كل العالم الإسلامى مجرد موظفين صغار يقرأون ورقة من فوق المنبر، ويقضى على ملكة وموهبة وعلم وثقافة الخطيب التى تميز عالما عن آخر وخطيبا عن آخر، وتقضى بمرور الوقت على موهبة الخطابة من فوق المنبر، وتجعل موظفيك الذين يكتبون الخطبة أوصياء على علماء وخطباء مصر بلد الأزهر الشريف، ويمنع الخطيب من فوق المنبر أن يخاطب رواد مسجده باللغة والأسلوب الذى يصل إليهم وفق مستواهم وثقافتهم وبيئتهم.

أما عن الخوف من وصول متطرفين للمنابر، فعليك ألا تسمح لهؤلاء باعتلاء منابر المساجد، وأن يتم التشديد على الالتزام بالحصول على تصريح من الأوقاف باعتلاء المنبر وأداء خطبة الجمعة.

أما عن الإطار العام للخطبة أو موضوعها، فلا مانع من التنبيه على الخطباء بالالتفات لقضايا مجتمعية مهمة وهذا يحدث بالفعل، أما تحويل الخطيب لقارئ نشرة أخبار فوق المنبر كأنه تلميذ فهذا لا يجوز مع مقام علماء مصر.

يا وزير الأوقاف؛ نحن فى عصر الإنترنت وعصر ثورة الاتصالات من يريد أن يكون إرهابيا ومتطرفا ليس فى انتظار خطبة الجمعة بمساجد سيادتك.. بضغطة زر على الكومبيوتر.

إن إهمال الدولة لبناء المساجد الكبرى التى تكفى جميع المسلمين بجميع المحافظات وترك هذه المهمة للجهود الذاتية والتبرعات، هو سبب وراء ظهور زوايا التطرف فى أماكن عديدة يضطر المصلون للصلاة بها فى غياب المساجد الرسمية الكبرى القريبة منهم، والحل فى يد الدولة التى تقع على عاتقها وضمن مسئوليتها بناء العدد الكافى من المساجد الكبرى لتغطية جميع المناطق والأحياء من الضرائب التى تحصلها من الشعب.

وفى النهاية، لا أعتقد أن قرار وزير الأوقاف سيستمر إلى ما لا نهاية، وإذا استمر سيختفى برحيله عن الوزارة أو تغيير حكومة شريف إسماعيل التى تسببت فى رفع الأسعار ولم تضع حلا لمشاكل التعليم والصحة والغلاء والنظافة.