"كاتم الاسرار " اطلق هذا اللقب على الدكتور هشام عبد الحميد المتحدث السابق لمصلحة الطب الشرعى لاصداره تقارير فى العديد من الاحداث المتوترة فى فترة عصيبة مرت بها البلاد , تولى عبد الحميد منصب متحدثا رسميا لمصلحة الطب الشرعى عقب فض اعتصامى جماعة الاخوان بمنطقة رابعة والنهضة بقرار من الدكتور محمود احمد كبير الاطباء الشرعيين لتوضيح كل الحقائق والمعلومات عن تلك الأحداث، وأعدت المصلحة وقتها تقريرا بإجمالي عدد الوفيات وأسمائهم وأسباب الوفاة وإعلانها للرأي للعام وأدت المشرحة دورها في تلك المرحلة الدقيقة على أكمل وجه، دون حدوث مشاكل
وتم اقالته من منصبه عقب تصريحه عن وجود كوادر اخوانية داخل المصلحة تم عودته بمنصبه مرة اخرى كمتحدث رسمى حتى اصدر اليوم المستشار احمد الزند وزير العدل قرارا بتوليه منصب رئيس قطاع الطب الشرعى وكبير الاطباء بالمشرحة .. ونعرض اهم المحطات المهنية له داخل المشرحة ..
دراسته وحياته
حصل الدكتور هشام عبد الحميد على ماجستير في القانون، ودبلومة في حقوق الإنسان، وتقلد منصب مدير عام دار التشريح بمشرحة زينهم منذ 29 يونيو 2013، قبل ثورة 30 يونيو بيوم واحد، واصبح متحدثا رسميا لمشرحة الطب الشرعى .
اصدر عبد الحميد العديد من المولفات الخاصة بالطب الشرعى وكان لديه اكثر من 15 مؤلفًا في مجال الطب الشرعي، والقى العديد من المحضرات الطبية الخاصة بالتشريح بالعديد من الجامعات داخل مصر وخارجها , كما ألقى محاضرات عديدة في جهات أمنية وقضائية في هذا الصدد.
خلال تولي منصب متحدث رسمى للمصلحة الطب الشرعى مر بالعديد من المحطات المهنية التى اثبت وطنيته و مصداقيته وجرائته فى اثبات الحقيقة للجميع دون انتماء المصلحة لاى من الجهات السيادية بالدولة رغم توتر الاحداث خلال تلك الفترات, ومن اهم تلك المحطات .
شيماء الصباغ
أثار عبدالحميد ردود فعل غاضبة بسبب تصريحه حول مقتل الناشطة شيماء الصباغ بأن نحافة جسدها هي السبب في وفاتها متأثرة بطلقات الخرطوش.
وقال عبد الحميد حينها إن طلقات الخرطوش التي أصابت الصباغ كان من المفترض ألا تؤدي لموتها لإطلاقها من مسافة ثمانية أمتار، لكنها توفيت بسبب نحافتها، ولهذا قررت وزارة العدل إجراء تحقيقات معه بصدد هذه التصريحات.
خالد سعيد
لم تنته محطات الدكتور هشام عبدالحميد عند هذا الحد فقط ولكنه أكد خلال لقائه مع الإعلامى أحمد موسى، خلال برنامجه "على مسئوليتي" على فضائية "صدى البلد" أن المصلحة ارتكبت عدة أخطاء منذ قضية الناشط خالد سعيد قبيل ثورة يناير، حتى التقرير الأخير لوفاة محمد الجندى.
وقال إن أخطاء الطب الشرعى تمثلت فى عدم توثيق التقارير لإثبات صحة التقارير، مشيراً إلى أن تقرير وفاة خالد سعيد بالاختناق نتيجة بلع لفافة مخدرات جاء صحيحاً لكن لم يتم توثيقه، مشدداً على أن كبير الأطباء الشرعيين فى ذلك الوقت لم يكن على قدر المسئولية فى مخاطبة الإعلام رغم صحة التقرير.
احداث دار الدفاع الجوى
جاءت تصريحات عبد الحميد بشأن حادث استاد الدفاع الجوى لتقطع كل الشكوك والاتهام بشأن عدم خضوع المصلحة لأية ضغوط من جهات سيادية بالدولة او لصالح وزارة الداخلية " قائلا " نحن لا نجامل احدا، وانما التقارير تضمن ما اظهرته نتائج التشريح , والرأى العام يحكم فى عمل المصلحة فنحن لسنا موضع اتهام من احد ..وانها تصدر بناء على أسس علمية وضمائر الأطباء.. مشددا على أن الطبيب الشرعي لا يختلق واقعة وإنما يقوم بإعداد التقرير الفني القائم على الأساس العلمي .
موضحا ان السبب الوحيد في القتل هو “التدافع الشديد” بين المشجعين الذي تسبب في حدوث ضغط وكدمات وسحجات شديدة في الصدر والرئتين وأجزاء الجسم وترتب عليه إعاقة وفشل حركة التنفس ومن ثم الوفاة.
الاخوان ومصلحة الطب الشرعى
لم تكن تلك المحطة الوحيدة فى حياته المهنية ولكن من خلال تصريحاته النارية مع الاعلامى " احمد موسى " فى برنامجه على قناة " صدى البلد " بأن هناك 5% من أطباء مصلحة الطب الشرعي ينتمون لجماعة الإخوان الإرهابية , ومازالوا يمارسون عملهم ومنهم مرشحون لتولي منصب رئيس المصلحة، ويعملون في مناصب حساسة، رافضا الكشف عن هويتهم داخل المصلحة، لكنه أشار إلى إصدارهم تقارير مهمة تتعلق بالمعامل، ويتحكمون في مصائر متعددة داخل المصلحة , الامر الذى دعا وزارة العدل لفتح تحقيق موسع بشان تلك المعلومات .
ودفع "عبد الحميد" الثمن؛ بسبب ذلك التصريح , حيث قام المستشار محفوظ صابر، وزير العدل السابق، بعزله من منصبه كمتحدث باسم مصلحة الطب الشرعي، بعد التحقيق معه , الا ان المستشار أحمد الزند، وزير العدل، فور توليه حقيبة وزارة العدل، أصدر قرار بإعادة عبد الحميد إلى منصبه مرة أخرى، كمتحدث باسم الطب الشرعي.
وعندما تولى المستشار شعبان الشامي، منصب مساعد وزير العدل للطب الشرعي، أصدر قرارا بإلغاء المنصب ومنع خروج أي معلومات خاصة بتقارير الطب الشرعي، والعودة إليه وحده في أي معلومات تخص الطب الشرعي