طالب العديد من النشطاء السياسيين والمثقفين ببني سويف بضرورة إطلاق اسم البطل يوسف صديق أحد أبطال ثورة يوليو 52 علي أحد ميادين أو شوارع مدينة بني سويف الكبري خاصة أن مدينة بني سويف بها شوارع بأسماء رجال من خارج المحافظة .
وطالب مصطفي بدوي محام ببني سويف و منسق عام مركز صعيد مع الدولة المدنية من محافظ الإقليم إطلاق اسم البطل علي أحد شوارع المدينة كمبادرة لإطلاق أسماء مشاهير المحافظة علي شوارعها وميادينها .
من هو يوسف الصديق؟ وكما جاء في مقدمة كتاب للدكتور عبد العظيم رمضان " ليلة ثورة 23 يوليو" أوراق يوسف صديق لابنته سهير يوسف صديق
هو البكباشي يوسف صديق ولد فى 3 يناير 1910 بقرية زاوية المصلوب مركز الواسطى -مديرية بنى سويف- وهى موطن والديه.
كان والده اليوزباشى منصور يوسف صديق ضابطاً بالجيش المصرى، واشترك فى حرب استرداد السودان، وأمضى مدة خدمته العسكرية كلها فى السودان، وتوفى فى ريعان شبابه سنة 1911، وكان يوسف مازال رضيعاً.
وجده هو المرحوم يوسف صديق الأزهرى وكان بدوره ضابطا بالجيش المصرى بالسودان، وكان حاكما لاقليم كردفان عند قيام الثورة المهدية، وقتل على يد الثوار هو وسائر أفراد أسرته ولم ينج منهم غير ولده منصور وأخ أصغر له هو أحمد اللذين تمكنا من الهرب الى مصر وهما فى سن الصبا.
وكان خاله هو الضابط الشاعر الوطنى محمد توفيق على الذى كان ضابطا بالجيش المصرى بالسودان وشارك فى حرب استرداده وأمضى مدة خدمته كلها بالسودان الى أن استقال من الجيش سنة 1912 بسبب كثرة مصادماته مع رؤسائه الانجليز فى الجيش، وقد لعب دوراً مهما فى حياة يوسف صديق وفى توجهاته الوطنية والأدبية، كما كان هو الذى ساعده فى الالتحاق بالكلية الحربية.
نال يوسف شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) من مدرسة بنى سويف الثانوية والتحق بالكلية الحربية سنة 1930 وتخرج سنة 1933 ملازماً ثانياً بالجيش المصرى بالسلوم ثم مرسى مطروح الى أن عين مدرساً بالكلية الحربية حيث تخصص فى مادة التاريخ العسكرى.
التحلق بكلية أركان حرب وتخرج منها سنة 1946 حيث عمل فى ادارة الجيش قسم السجلات العسكرية.
كان فى طليعة القوات التى دخلت الى فلسطين فى 15 مايو سنة 1948 وشارك بدور بارز فى حرب فلسطين حيث كانتالكتيبة هى أكثر الوحدات المصرية توغلا فى الأرض الفلسطينية، وتمكنت من الوصول الى بلدة (أسدود) على مقربة من (تل أبيب) استطاعت الاحتفاظ بهذا الموقع حتى نهاية الحرب، وانسحاب الجيش المصرى الى (غزة).
عرف فى وسط الضباط بمواقفه الوطنية وشجاعته، وكانت له مواقف عروفه فى هذا الشأن، وكثيراً ما عبر عنها فى أشعاره التى كان يلقيها على زملائه الضباط فى المناسبات المختلفة، مما جر عليه سخط السلطات الحاكمة، بقدر ما أكسبه حب وثقة العناصر الوطنية من ضباط الجيش، وتمثل ذلك فى تعمد قيادة الجيش تخطيه فى الترقيات لسنات متعاقبة رغم اعترافها بدوره البطولى فى حرب فلسطين، كما تمثل فى ملاحقته بالتنقلات المتتالية والعمل على تشتيته بصفة مستمرة، بل ثبت بعد ذلك من اعترافات أفراد الحرس الحديدى التابع للملك فاروق أنه كان مستهدفاً للاغتيال فى الأيام السابقة على قيام ثورة يوليو سنة 1952.
انضم بعد ذلك الى تنظيم الضباط الأحرار حيث رشحه للعضوية الضباط وحيد جوده رمضان الذى كان يعمل معه فى منطقة العريش، وتم انضمامه على أثر لقاء بينه وبين جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر جرى بواسطة الضباط وحيد رمضان وذلك فى أكتوبر سنة 1951، كما تكرر لقاؤه بعبد الناصر وعبد الحكيم عامر أكثر من مرة بعد هذا التاريخ قيام الثورة على النحو الذى أشار اليه فى مذكراته.
كانت وحدته العسكرية وهى الكتيبة الأولى مدافع ماكينة، تعسكر فى منطقة العريش، ثم صدرت له الأامر بالانتقال الى القاهرة، استعدادا لترحيلها الى السودان، وصدر الأمر ليوسف صديق بأن ينتقل بمقدمة تلك الكتيبة الى القاهرة كقوة عسكرية ادارية واستلام وتجهيز المكان المخصص للكتيبة تمهيداً لانتقالها اليه بعد ذلك، وكان وصول يوسف بمقدمة الكتيبة الى القاهرة فى 13 يوليو سنة 1952.
ولدى وصوله الى القاهرة، اتصل به جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر أخطراه بأنه قد تقرر يوم 26 يوليو موعداً لقيام الثورة، ثم عادا وابلغاه بتقديم الموعد الى ليلة 23 سنة 1952 وأبلغاه بأن دوره فى الخطة هو أن يكون قوة احتياطية (صغيرة) الى رئاسة الجيش بعد احتلالها لتأمينها.
بعد قيام الثورة تقرر ضمه الى مجلس قيادة الثورة الذى تشكل بعد نجاحها تقديرا لدوره الأساسى فى نجاح الثورة، ولم يكن قبل ذلك عضواً فى اللجنة التأسيسية لتنظيم الضباط الأحرار، كما لم يكن يعرف تشكيل هذه اللجنة ولم يعرف من أعضائها غير جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وأنور السادات وحسين الشافعى، ولم يكن يعنيه معرفة أسماء هؤلاء الأعضاء.
بدأت خلافاته مع مجلس قيادة الثورة مبكرا بعد نجاحها وكانت نقظة الخلاف الجوهرية هى الموقف من قضية الديمقراطية ودفاعا الحازم عن ضرورة انتهاج الطريق الديمقراطى أسلوباً للحكم، ومعارضته الحازمة للاتجاه السائد فىالمجلس للانفراد بالسلطة وفرض حكم عسكرى دكتاتورى على البلاد، كما تعددت اسباب الخلاف فى الموقف من إعدام العاملين (خميس والبقرى) واعتقال الخصوم السياسيين واعتقال ومحاكمة ضباط الجيش المعارضين.
تطور الخلاف بينه وبين مجلس الثورة على نحو لم يجد منه بدا من التقدم باستقالته من المجلس على أثر صدور القرارات بحل الدستور وحل الأحزاب واعلان فترة الانتقال فى منتصف يناير سنة 1953 أعتراضاً على هذه القرارات وعلى مجمل السياسة التى اتجه اليها مجلس الثورة، وقد أصر على هذه الاستقالة رغم المحاولات التى بذلت لاثنائه عنها.
تم ابعاده الى أسوان فى يناير سنة 1953 بعد استقالته، ثم الى سويسرا فى مارس 1953 بحجة العلاجثم الى لبنان فى يونية سنة 1953، وعندما طلب العودة الى الوطن ورفض المجلس عودته، عاد سرا ومعه زوجته وأولاده الى مصر وتوجه من المطار الى قريته (زاوية المصلوب) فى أغسطس سنة 1953، وأرسل برقية من هناك الى اللواء محمد نجيب يخطره فيها بعودته ويجدد استقالته من مجلس قيادة الثورة ومن الجيش، وقد تقرر عند ذلك تحديد اقامته فى قريته حيث ضرب حولها نطاق من قوات البوليس الحربى لعدة شهور، ثم سمح له بعد ذلك بالانتقال الى منزله بحلمية الزيتون فى أوائل العام الدراسى، حيث استمر تحديد اقامته تحت حراسة البوليس الحربى فى ذلك المنزل.
رغم تحديد اقامته شارك فى أحداث مارس سنة 1954، معبراً عن تأييده للمطالب الشعبية للعودة الى طريق الديمقراطية وانهاء الحكم العسكرى، وعلى أثر هزيمة هبة مارس تم اعتقاله بسجن الاجانب أولا ثم نقل الى السجن الحربى، كما أعتقلت زوجته وعدد من أقاربه، وقد ظل فى السجن الحربى حتى مايو سنة 1955، ثم أفرج عنه مع استمرار تحديد اقامته بمنزله حتى سنة 1956.
رغم كل ذلك فقد تقدم للمشاركة فى حركة المقاومة الشعبية المسلحة ضد العدوان الثلاثى الى أن أنتهى العدوان.
أستمر بعد ذلك على مواقفه المبدئية الوطنية والديمقراطية والتقدمية، وظل يعبر عن هذه المواقف بالوسائل المتاحة رغم بعده عن أى موقع أو منصب رسمى فقد كان يؤمن دائما بأن هناك تلازماً حتمياً بين الأهداف الوطنية والديمقراطية وبين التقدم على مختلف الجبهات الوطنية والقومية، وانه لا يوجد تعارض بين تلك الأهداف بل أنها أهداف متكاملة ومتشابكة.
توفى الى رحمة الله فى 31 مارس سنة 1975 على أثر نضال طويل مع المرض لازمه لمدة ثلاث سنوات.